الثلاثاء، 6 مايو 2014

الشكر



كيف نؤدي شكر نعم الله علينا ولا نغتر بالنعم
فكثير منا يمر عليه النعم ولا يلاحظاها ويغتر بها ولربما يصنع مثل قارون ويقول " إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي "القصص 78

فكم من نعمة أنت فيها ومغرور بها ولا تؤدي شكرها

فمنا من هو مغرور بصحته ومنا من هو مغرور بماله ومن هو مغرور بعلمه ومن هو مغرور بذكائه ومن منا مغرور بنعمة رمضان ولا يعد لرمضان العدة وغيرها الكثير

فلا نؤدي شكر نعم الله عز وجل علينا ولا نصرف نعمة ربنا فيما يرضي الله عز وجل فنفرح فرح الباطل

والشكر يكون بثلاث أمور:

1)الاعتراف بالنعم باطنًا ..

2) التحدث بها ظاهرًا ..

3) تصريفها فى طاعة الله.

وتمام الشكر بالعجز عن الشكر .. كما قال موسى عليه السلام "يا رب .. إن أنا صليت فمن قبلك، وإن أنا تصدقت فمن قبلك، وإن أنا بلغت رسالاتك فمن قبلك، فكيف أشكرك ؟" .. فقال الله تعالى لموسى : الآن شكرتني .
فتعالوا نعدد بعض نعم الله تعالى علينا ..

نعمة الإسلام ..

نعمة الصحة والعافية ..

نعمة الابتلاء ..

نعمة الرضا ..

نعمة التوبة ..

وكم من رسالة قد أرسلها الله عز وجل ليوقظك من الغفلة، سواءًا عن طريق آيات القرآن أو الرؤى أو المواقف التي تمر بها في حياتك فتنبهك ، موت صديق، تجارب الفشل والكرب، فتكون هذه النعمة سببًا في معرفتك بالله عز وجل وتجعلك أكثر قربًا من ذي قبل .. فالحمد لله كثيرا.

قال تعالى {وَإِن تَعدّوا نِعمَةَ اللَّهِ لَا تحصوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18] ..

فمهما حاولنا أن نعدد نعم الله عز وجل علينا، لن نستطيع أن نحصيها كثرة .. فابحث عن هذه النعم وعددها واشكر الله عليها.

وإليك بعض الواجبات العمَليَّة لتحمَد الله على نعمه:
1) كثرة حمد الله عز وجل .. قال أعرابيًا للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء لعل الله أن ينفعني به، قال “قل اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله”[رواه البيهقي وحسنه الألباني] .. فإن لم تستطع أن تحفظ جميع صيغ الحمد التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيكفي أن تحمد الله علي ما وهبك من النعم ولكن مع ذكر النعمة حتي لا تكون مجرد كلمة نرددها على ألسنتنا .. وستجد أنك بدأت تتحدث بالنعمة وتشعر بها من داخلك فتحمد الله عليها.

2) دفتر النعم .. داوم على كتابة النعم التي تشعر بها تجاه ربك سبحانه وتعالي .. والهدف هو أن نحبب الله عز وجل إلى قلوب العباد.

3) التخلص من صفة الكنود .. قال تعالى {إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنودٌ} [العاديات: 6] .. والكنود هو الذي يعدد المصائب وينسى النعم، كحال أغلب الناس الذين يعتقدون إن كثرة الشكوى ستقيهم من شر الحسد .. فإياك أن تعدد المصائب وتنسى النِعم.

4) إياك أن تنسب النعم إلى نفسك .. فيكون حالك كحال قارون، الذي {قَالَ إِنَّمَا أوتِيته عَلَى عِلمٍ عِندِي ..} [القصص: 78] .. فكان مصيره كما قال تعالى {فَخَسَفنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرضَ فَمَا كَانَ لَه مِن فِئَةٍ يَنصرونَه مِن دونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المنتَصِرِينَ} [القصص: 81]

5) تذكر إنك ستسأل عن كل هذه النِعم .. قال تعالى {ثمَّ لَتسأَلنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] .. فهذا سيدفعك لأن تشكر نعم الله عليك.

6) كثرة الدعاء بأن يجعلك الله شاكرًا له .. كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ قائلاً “فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” [رواه أحمد وصححه الألباني]

7) سجدة شكر .. النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسره أو يسر به خر ساجدًا شكرا لله تبارك وتعالى [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني] .. وهذه تكون سجدة حب، فتعدد نعم الله عليك وأنت ساجد لخالقك سبحانه، فتحمده عليها وتناجيه بها .. فتجعلك تقطع المسافات التي تفصل بينك وبين ربك وتدخلك رياض محبته جل وعلا.

فهيا تميز عند ربك وكن من القليل .. واجعل لك من الاّن حظ من هذا المقام العظيم حتى لاتحرم من هذه الأخلاق.

خذ ما أتيتك وكن من الشاكرين .. كن دائمًا أبدًا شاكرًا لأنعم الله،، فاللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق