الجمعة، 22 أغسطس 2014

ماذا نريد من أولادنا

http://itisthirdeye.blogspot.com/2012/09/blog-post_18.html?m=1

ﻭﺃﻧﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻻ‌ﺷﺘﺮﻱ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﻌﺠﺐ ﺍﻷ‌ﻃﻔﺎﻝ ﺃﻛﻠﻪ ﻟﺤﻈﺖ ﻗﻄﺔ ﺭﺍﺑﻀﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻨﺖ  ﻟﻲ ﻋﻤﺮﻫﺎ 10 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﺮﺍﻓﻘﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺗﺨﻒ ﺇﻥ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻗﻄﺔ ﺗﺠﺮﻱ ﻫﺎﺭﺑﺔ ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻤﺮﺕ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﻮﺩ ﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻌﻲ ﻭﻋﺪﺕ ﻭﺃﺑﺖ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﻃﺮﺩ ﺍﻟﻘﻄﺔ ﻓﺘﺒﺘﻌﺪ
ﻟﻜﻦ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻻ‌ ﺗﺨﺎﻑ ﻣﻨﻲ ﻛﺨﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻛﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎ ﻭﻻ‌ ﺃﺧﺎﻑ ﻛﻤﺎ ﺗﺨﺎﻑ ﺍﻟﻘﻄﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻳﻬﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ ﻓﺘﺠﺪ ﻣﻬﺮﺑﺎ ﻭﺗﻮﻟﻲ .
ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺤﺰﻥ ﺃﻭ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﺑﻨﻚ ﻣﻦ ﻛﻠﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻓﻚ
ﻃﻔﻠﺘﻲ ﺧﺎﻓﺖ ﺍﻟﻘﻄﺔ ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻄﺔ ﻻ‌ ﻋﻘﻞ ﻟﻬﺎ ﻛﻌﻘﻞ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﺃﺣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺔ 
ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻ‌ﻧﻄﺒﺎﻉ ﻓﺘﺘﺼﺮﻑ ﺑﺠﻨﻮﻥ ﻓﺘﺠﺮﺡ ﻭﺗﺸﻮﻩ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺑﻞ ﻭﺗﺮﻣﻲ ﺑﺎﺑﻨﻚ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻴﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﻧﻚ ﺃﻗﻞ ﺣﻨﻮﺍ ﻭﺃﻗﻞ ﺗﻌﻘﻼ‌ 

ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺎﺫﺍ؟
ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﺍﺑﻨﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺍﻙ ﻓﻴﻐﺪﻭ ﺟﻤﺎﺩﺍ ﻛﻞ ﻫﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ  ﺃﻥ ﻻ‌ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻐﻀﺒﻚ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻐﻀﺒﻚ ﻷ‌ﻧﻪ ﺳﻴﻌﻴﺶ ﻣﺘﻮﺍﺭﻳﺎ ﻋﻨﻚ ﻓﻼ‌ ﺗﺤﻀﻰ ﺑﻔﺮﺻﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﻄﺊ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻓﺘﺼﺤﺢ ﻟﻪ ﻭﺳﻴﻌﻴﺶ ﻛﺎﻟﻴﺘﻴﻢ ﻻ‌ ﺃﺏ ﻟﻪ ﻳﻌﻠﻤﻪ 
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻚ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﺑﻚ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﻀﺮﺏ ﺍﺑﻨﻚ ﺑﻌﺼﺎ  ﺃﻭ ﺳﻠﻚ ﻏﻠﻴﻆ ﺃﻭ ﺗﻀﺮﺏ ﻭﺟﻬﻪ
ﻟﻜﻨﻪ ﻻ‌ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺑﻰ ............
ﻭﻣﺎ ﻋﻼ‌ﻗﺔ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﻓﻬﺬﻩ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻻ‌ﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﺄﺛﺒﺘﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ
ﻭﻫﻞ ﻳﺠﻮﺯ ﺷﺮﻋﺎ ﺿﺮﺏ ﺍﺑﻨﻚ ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺪ ﻓﻤﺎ ﻗﻮﺗﻪ ؟
ﺍﻻ‌ﺳﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﺤﻜﻢ ﺿﺮﺏ ﺍﻷ‌ﺑﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻟﻴﺲ ﻋﺴﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻐﺮ ﺑﺎﺣﺚ 
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻵ‌ﺑﺎﺀ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷ‌ﺑﻨﺎﺀ..........
ﻟﻦ ﺃﻃﻴﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻟﻜﻦ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻷ‌ﺟﺪﺍﺩ ﻫﻴﺒﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺟﺰﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻵ‌ﻥ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻭ ﻓﻬﻮ ﻳﻔﻮﻕ ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻠﻦ ﺍﻟﻌﺘﺐ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﻝ 
ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﺎﺑﻮﻥ ﺍﻵ‌ﺑﺎﺀ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻔﺨﺮﺓ ﻭﺍﻵ‌ﻥ ﻣﻌﺎﻗﺮﻭ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻳﺘﻮﺍﺭﻭﻥ ﺇﻻ‌ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺧﺮﺑﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻮﺻﻠﺔ 
ﻓﻤﻦ ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﻳﺨﺸﻰ ﺇﻻ‌ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﺒﻮﺩﺍ
ﺇﻥ ﺍﻷ‌ﺧﺖ ﺍﻷ‌ﺻﻐﺮ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺫﺍ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻲ ﻏﺎﺿﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻ‌ ﻳﻘﺮ ﻟﻬﺎ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﺘﺮﺗﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﺗﻘﺒﻞ ﻭﺗﻌﺎﻧﻖ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﻲ ﺭﺿﺎ ﻭﻣﺴﺎﻣﺤﺔ ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻭﺃﻇﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﻗﺪ ﻏﺴﻠﺖ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺋﻬﺎ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺣﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ 
ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻵ‌ﺑﺎﺀ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺟﻬﺎﺯﺍ ﻣﺰﻭﺩ ﺑﺎﺯﺭﺍﺭ ﺯﺭ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﻭﺯﺭ ﻟﻠﺼﻤﺖ ﻭﺯﺭ 
ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻀﺤﻲ ﺑﻤﺼﺪﺭ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻄﻔﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻙ ﻣﺜﻼ‌ ﻭﻗﺪﻭﺓ 
ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻄﺔ ﺗﻔﻘﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻼ‌ﻃﻔﺔ ﻗﺪ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﺨﺎﻟﻂ ﻭﻳﻼ‌ﻃﻒ ﺍﺑﻨﻚ ﺃﻭ ﺍﺑﻨﺘﻚ ﻏﻴﺮﻙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻤﻼ‌ﻃﻔﺔ ﻣﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ
ﻣﻦ ﺃﺿﻤﻦ ﻭﺁﻣﻦ ﻭﺍﺣﺮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻚ
ﺍﻧﻬﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ  ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺃﻧﺲ  :

"ﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺃَﺣْﺴَﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﺧُﻠُﻘًﺎ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﻟِﻲ ﺃَﺥٌ ﻳُﻘَﺎﻝُ ﻟَﻪُ ﺃَﺑُﻮ ﻋُﻤَﻴْﺮٍ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺣْﺴِﺒُﻪُ ﻓَﻄِﻴﻤًﺎ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺇِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَ ﻗَﺎﻝَ ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺎ ﻋُﻤَﻴْﺮٍ ﻣَﺎ ﻓَﻌَﻞَ ﺍﻟﻨُّﻐَﻴْﺮُ ﻧُﻐَﺮٌ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﻠْﻌَﺐُ ﺑِﻪِ ﻓَﺮُﺑَّﻤَﺎ ﺣَﻀَﺮَ ﺍﻟﺼَّﻠَﺎﺓَ ﻭَﻫُﻮَ ﻓِﻲ ﺑَﻴْﺘِﻨَﺎ ﻓَﻴَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﺒِﺴَﺎﻁِ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺗَﺤْﺘَﻪُ ﻓَﻴُﻜْﻨَﺲُ ﻭَﻳُﻨْﻀَﺢُ ﺛُﻢَّ ﻳَﻘُﻮﻡُ ﻭَﻧَﻘُﻮﻡُ ﺧَﻠْﻔَﻪُ ﻓَﻴُﺼَﻠِّﻲ ﺑِﻨَﺎ (ﻟﻸ‌ﻣﺎﻧﺔ ﻓﻘﺪ ﻧﻘﻠﺖ ﻧﺺ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻏﻔﺎﻝ ﺃﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ)
ﻭﺍﻟﻨﻐﺮ ﻋﺼﻔﻮﺭ 
ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﺑﺎﻟﺸﻲ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻧﺲ ﻳﻘﻮﻝ :
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺧﺪﻣﺘﻪ(ﺍﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﺗﺴﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺘﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﺸﻲﺀ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻟﻢ ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﺃﻭ ﻛﺬﺍ, ﺃﻭ ﻟﺸﻲﺀ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻟﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬ ﺍ)

ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻔﺎﺧﺮ ﺃﻧﻚ ﻣﺨﻴﻒ ﻟﺰﻭﺟﻚ ﻭﻟﻄﻔﻠﻚ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﻌﻮﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻚ

الجمعة، 15 أغسطس 2014

إرادة العلو

ﺗِﻠْﻚَ ﺍﻟﺪَّﺍﺭُ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓُ ﻧَﺠْﻌَﻠُﻬَﺎ ﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﺎ ﻳُﺮِﻳﺪُﻭﻥَ ﻋُﻠُﻮًّﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﻟَﺎ ﻓَﺴَﺎﺩًﺍ ۚ ﻭَﺍﻟْﻌَﺎﻗِﺒَﺔُ ﻟِﻠْﻤُﺘَّﻘِﻴﻦَ (83)_______________القصص

ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻗﺎﺭﻭﻥ ﻭﻣﺎ ﺃﻭﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻣﺎ ﺻﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻩ، ﻭﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: { ﺛَﻮَﺍﺏُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺧَﻴْﺮٌ ﻟِﻤَﻦْ ﺁﻣَﻦَ ﻭَﻋَﻤِﻞَ ﺻَﺎﻟِﺤًﺎ }ﺭﻏﺐ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ، ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺑﺎﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ: { ﺗِﻠْﻚَ ﺍﻟﺪَّﺍﺭُ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓُ }ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻠّﻪ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﺕ [ﺑﻬﺎ]ﺭﺳﻠﻪ، ﺍﻟﺘﻲ[ﻗﺪ] ﺟﻤﻌﺖ ﻛﻞ ﻧﻌﻴﻢ، ﻭﺍﻧﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻜﺪﺭ ﻭﻣﻨﻐﺺ، { ﻧَﺠْﻌَﻠُﻬَﺎ } ﺩﺍﺭﺍ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍ { ﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﺎ ﻳُﺮِﻳﺪُﻭﻥَ ﻋُﻠُﻮًّﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﻟَﺎ ﻓَﺴَﺎﺩًﺍ } ﺃﻱ: ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺇﺭﺍﺩﺓ، ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠّﻪ، ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ { ﻭَﻟَﺎ ﻓَﺴَﺎﺩًﺍ }ﻭﻫﺬﺍ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ،

ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ‌ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻭﺍﻹ‌ﻓﺴﺎﺩ، ﻟﺰﻡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ

ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﻢ ﻣﺼﺮﻭﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠّﻪ،

ﻭﻗﺼﺪﻫﻢ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ،

ﻭﺣﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠّﻪ،

ﻭﺍﻻ‌ﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻠﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ.

ﻭﻫﺆﻻ‌ﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻘﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ: { ﻭَﺍﻟْﻌَﺎﻗِﺒَﺔُ } ﺃﻱ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻼ‌ﺡ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ، ﻟﻤﻦ ﺍﺗﻘﻰ ﺍﻟﻠّﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ -ﻭﺇﻥ ﺣﺼﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ- ﻓﺈﻧﻪ ﻻ‌ ﻳﻄﻮﻝ ﻭﻗﺘﻪ، ﻭﻳﺰﻭﻝ ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺐ. ﻭﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻵ‌ﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺽ، ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ، ﻧﺼﻴﺐ، ﻭﻻ‌ ﻟﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺼﻴﺐ""

الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

الصبر على أقدار الله

: ( الصبر على أقدار الله ) اقرئيها بتأني لترجعي اليها كل وقت :

1 من توفيق لله   للعبد أن يرزقه البصيره في قلبه فيرى أن أقدار الله فيه كلها خيرله .ويُوقن أن الله أرحم به من أمه وأبيه ..!!

2
كتب الله على نفسه أنه أرحم الراحمين ويلزم من هذا أن يكون كل مانزل عليك من الله فهو عين الرحمه بك وغاية المنفعه لك ..!!

3
أكثر الناس لهم رؤيه صحيحه للبلاء هم أهل الله فكلما كنت قريبا من الله أنار الله بصيرتك فرأيت مالايراه غيرك من الناس ..!!

4
قال الله ( ولَنبلُونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات )
البلاء نازل لا محاله. ولكن السعيد من رضِي به

5
ليس بالضروره أن يكون البلاء بالحرمان ..! بل أعظم البلاء يكون بالعطاء ! قال الله ( ونبلوكم بالشر والخير فتنه ) يعني اختبار

6
أجمل العزاء في البلاء أن الله كتب على العسر أنه لايدوم وأن بعد الضيق فرَج تأمل كيف يطرد الفجر ظلام الليل !!
هذا قانون كوني على الخلق

7
أول ماينزل عليك البلاء مباشرةً .. ارفع بصرك إلى السماء .. وقل الحمد لله ..! وهذا من حُسن الادب مع الله

8
أول لحظات نزول البلاء سينظر الله إلى قلبك .. فإن علِم الله منك الرضى فسيُجازيك بأمرين يُهون عليك البلاء .. وسيُرضيك ..!!

9
الرضا عن الله في أقداره والرضا بالله ربّاً ومُدبّراً لأمور حياتك ..! هذا هو الشي الطبيعي فلاتنس أنك عبد .. وهو سيُدك .. فقل سمعا وطاعة !

10
وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون

11
تدري أن أكثر الناس توفيقاً عند نزول البلاء هو الذي يقول إنا لله وإنا إليه راجعون

حينها ستحل عليه صلاة الله ورحمته ورضاه إن الله مع الصابرين !!

12
وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ! هذه الايه تجعلني أبتسم في وجه القدَر ..! وأقول للبلاء مرحباً بك ..؟؟فأنت عطيّة الله

13
يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:
حينما يرى أهل العافيه أهل البلاء يوم القيامه مالهم من الأجور
لتمنّوا أن أجسادهم قُرّضت بمقاريض من حديد ..!!

الاحباط لايصنع لك حلّا والاكتئاب لا يحل لك المشكلات!
والحزن لايُرجع لك فقيداً !تعلّم أن تغرس في قلبك بذرة الصبر!
15
الواجب عند المصيبه أن تصبر ومعنى الصبر أن لا يتلفظ لسانك بالسخط وأن لا يكون قلبك في جزع أدري أنه صعب ولكن عاقبته عسل!
16
إذا رضيت عن الله سيكون البلاء لك عين الرحمه!إما أنك على ذنب لايمحوه منك كثرة العباده ولكن يمحوه اعتصار قلبك!
17
وقد يكتب الله لك المنزله العااااليه في الجنه ولكن أعمالك قليله ! فيبتليك .. حتى يُرقّييييك ..!
هذا عين الجود والعطاء
18
في حديث عن رسول الله
( مايصيب المسلم من وصب ولانصب ولا هم ولاحَزن
حتى الشوكه يُشاكها إلا كفّر الله بها عن خطاياه )!
19
يقول أنس. 
إن من الذنوب ذنوباً لاتمحوها الصلاة والصدقه وإنما تمحوها الهمووم في طلب المعيشه!!  حتى همومك تغسل من خطاياك
20
قد يكون البلاء في العطاء. وقد تكون العافيه بالحرمان ..!!تحتاج أن تُعيد برمجة حياتك
لأن الله يعلم وأنتم لاتعلمون !!

21
يقول الله ( إن مع العسر يُسرا )ياجماعه ربنا يقول ( مع ) وليس بعد  أي مع العسر يسر ..!!
لاتحزن على ضيق رزقك ربك موجود فقط اطرق بابه !

22
دموعك عند الله غاليه واعتصار قلبك من الحزن لا يمر عند ربي مرور الكرام ..!ولكن يجعل الله لك الخير والاجر والثواب
تفاءل

23
مات زوجها فقالت
( اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها )
فقالت ومن خير من أبي سلمه؟؟فتزوجها سيد البشر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم !

24
كتب الله في شريعته أن الصدقه تدفع البلاء وأن الدعاء يرفع البلاء!! فكيف تخوض معارك الحياة بلا هذه الاسلحه الثقيله ؟!

25
كان الصايغ إذا أصابته الحمى يقول أهلاً بعطيّة الله!وبن الزبير قُطعت يده فقال الحمدلله وهبتني أربع أطراف وأخذتَ طرفاً !

26
الوجه المُشرق في البلاء!أن الله لايبتلي إلا من يُٰحب! ألا يُغريك ويُسعدك محبة الله لك؟؟

27
قول ربي
( إنما يُوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
في الحديث أي الله يحثو لهم الحسنات والاجور كالجبال

28
أنت مأمور أن تسأل الله العافيه ولكن إن نزل بك البلاء فكن على قدر من الايمان لاتخنع ..لاتخضع .. لاتيأس من رحمة الله 

درس رااائع  جزى الله خير ا من كتبها ونقلها وفهمها

الاثنين، 4 أغسطس 2014

فضل القرآن

☀ من بركة القرآن أن الله يبارك في عقل قارئه وحفظه
فعن عبد الملك بن عمير :
( كان يقال أن أبقى الناس عقولا قراء القرآن )
وفي رواية :
( أنقى الناس عقولا قراء القرآن )

وقال القرطبي :
من قرأ القرآن متع بعقله وإن بلغ مئة !

وأثبتت الدراسات العلمية أن حفظ القرآن وقراءته فيها تقوية للذاكرة !

أوصى الإمام إبراهيم المقدسي تلميذه عباس بن عبد الدايم -رحمهم الله- :
( أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه ، فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ
قال ابن الصلاح :
ورد أن الملائكة لم يعطوا فضيلة قراءة القرآن
وهي حريصة لذلك على استماعه من الإنس !
فقراءة القرآن كرامة أكرم الله بها الإنس :"

قال أبو الزناد :
( كنت أخرج من السحر إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أمر ببيت إلا وفيه قارئ )

قال شيخ الإسلام :
( ما رأيت شيئا يغذّي العقل والروح ويحفظ الجسم ويضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله تعالى ! )

تعلق بالقرآن تجد البركة
قال الله تعالى في محكم التنزيل: "كتاب أنزلناه مبارك"
وكان بعض المفسرين يقول :
( اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا )

اللهم إنا نسألك أن تلزم قلوبنا حفظ كتابك ، وترزقنا أن نتلوه ونتدبره على الوجه الذي يرضيك عنا *

لا تنشغل عن وردك ، فوالله لهوَ مصدر البركة في يومك إن أخلصت النية لله .

سقوط دولة وقيام أخرى

مقال للدكتور/ لطف الله خوجة
سقوط دولة وقيام أخرى:
في عام 1342هـ الموافق 1924م أعلن أتاتورك إلغاء الخلافة الإسلامية العثمانية وإنشاء دولة علمانية في تركيا، وفي الأثناء كانت ولادة دولة إسلامية فتية في جزيرة العرب، جمعت غالب بلاد العرب - إلا قليلاً - تحت لوائها، فهذه الولادة لم تكن بأقل أهمية وشأناً من ذلك الإلغاء، لكن لحكمة ربانية أخذ إلغاء الخلافة حيزاً من الذكر واشتغل الناس به في كل العالم الإسلامي؛ حيث أنه مثل كارثة كبرى على الجميع.
فلأول مرة في التاريخ يعيش المسلمون بلا خليفة ينتسبون إليه ولو بالشرف، وكانت أوربا تعمل قروناً على هذا الهدف، حتى تحقق لها بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، فتكالبت عليها المشكلات من الداخل ومن الخارج، فضعفت فكانت أشبه بالرجل المسن المريض، وهكذا كانت تسمى في أواخر عهدها، فلما تمكن مصطفى كمال أتاتورك من الحكم، مهد ثم سارع إلى إلغاء الخلافة الإسلامية، فاستيقظ العالم الإسلامي وكأن كل بيت فيه، قد فقد أباً عزيزاً، فجاء النعي والرثاء على ألسنة الشعراء والأدباء والعلماء، ودخل الغرب في موجة فرح غامرة؛ لنهاية أليمة لعدوهم الأول.
لكن في الأثناء – وعلى حين غفلة من الغرب- كانت دولة فتية في طور النشوء والارتقاء، تحمل من الخصائص الإسلامية ما لم تكن تحملها الدولة العثمانية نفسها، سميت بعد حين بـ"المملكة العربية السعودية"؛ قامت على أمور هي من خصائص العهد الأول وصدر الإسلام، قامت على: نصرة التوحيد وقمع الشرك، وإعلاء السنة والخفض من البدعة، وتحكيم الشريعة ونبذ القوانين الوضعية، على منهج أهل السنة والجماعة؛ منهج الصحابة والتابعين ومن تبعهم، وتطبيق الحدود في الجنايات، ومنع المنكرات الأخلاقية، وحجاب النساء ومنع الاختلاط، وأكثر من ذلك: قامت على التحالف الوثيق بين الأمراء والعلماء.
تلك الخصائص – أو بعضها - كانت آخذة في الانحسار في العالم الإسلامي كافة، ليس من حين إلغاء الخلافة الإسلامية، بل من قبل ذلك قروناً، فكثير من بلاد الإسلام أخذ فيها الشرك والبدعة مكاناً، وبلاد احتلها المستعمر فصار همه إنشاء المحاكم الوضعية والقضاء على المحاكم الشرعية، وخلع الحجاب ونشر التبرج والسفور والاختلاط، حتى عاد الإسلام غريباً في كثير من بلاد الإسلام، مما اضطر القادر للهجرة إلى مكة والمدينة يبتغي صفاء الإسلام ونقاء الإيمان.
قامت دولة التوحيد والسنة على الضد من إرادة الغرب ومقاصده، فلم يكن يحبذ قيام بلد بخصائص الإسلام الحقة، وهو للتو قضى من دولة الخلافة الإسلامية، لكنه كان عاجزا لشغله بما هو فيه من الحروب - الحرب العالمية الأولى قبل، والحرب الثانية بعد – عن أن يلتفت إلى تفاصيل كيان ونظام قام حديثاً لضبطها كما يشتهي، وربما كان لا يزال غارقاً في أفراحه لزوال الخلافة، ولله الأمر من قبل من وبعد.
وهو اليوم كاره لبقائها على هذه الصورة الإسلامية الناصعة: تدعو إلى التوحيد وتسنده، ولا تسمح بالشرك في طولها وعرضها، وتقوم بالسنة وتقعد بالبدعة، وتعلن تطبيق الشريعة والحدود، وتلزم النساء بالحجاب، ولديها جهاز للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد طبعت من كتاب الله تعالى ما يزيد على ربع مليار نسخة، وتطبع كتب الإسلام وتنشره في العالم كله، وترسل الدعاة للدعوة إلى الله على بصيرة، هذه وغيرها أمور تقلق الغرب وأعداء الإسلام، وكل مناهم ما قاله تعالى: {ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً}.
لهذا انعقدت قلوبهم على المكر والإضرار والإفساد، ولقد انتشرت خططهم ومقاصدهم في تقسيم البلاد وإدخالها في فوضى، كما قسمت بلاد، وأخرى قريباً ربما، وما الأحداث التي تدور على الأطراف اليوم شمالاً(= العراق) وجنوبا (=اليمن) إلا محاولات لتنفيذ خطط آثمة، بأيد أبناء المسلمين، وبعضهم من بني جلدتنا، يحرضهم فيها ويرشدهم إما رافضي يعبد مخلوقاً، أو مجوسي صفوي يعبد ناراً، ومن ورائهم صهيوني همه هم إبليس: أن يضل سائر الناس: {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين}، كلهم يظهرون التقوى والإيمان والصلاح، وإنما يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، فلا يفطن لهم الغر من الشباب، فيحسبهم ناصحين صادقين، فيتبعهم على عمى وجهل.
إن من أوجب الواجبات اليوم حماية دولة التوحيد والسنة، فإنها الحصن الأخير للسنة - والرافضة يعلمون ذلك، وهم حانقون، وودوا لو زالت من الوجود - وفيها من الخصائص والمزايا ما يصعب ويعسر تكررها في أخرى، بحسب الموازين الحالية، إلا أن يشاء الله.
فالغرب الصهيوني ما أن يسمع ببلد وليد، أو مقاطعة في دولة وسط أفريقيا أو آسيا، يعلن تطبيق الشريعة، أو شيئاً من أحكام الإسلام: حتى يسعى بخيله ورجله ليبطل كل ذلك، ويرجع بالناس إلى الجاهلية والتخلف بالشرك والعري والفساد، وقد فتح سمعه وبصره وكل حواسه على حركة كل ذرة على وجه الأرض، بقدر ما يستطيع، ليمنع إسلاما كالإسلام الذي نعيشه في هذه الدولة المباركة، وهو في حسرة شديدة أن قامت دولة فيها كل ما يكره، وقاطع العزم والنية والعهد على نفسه: أن يخنق كل بلد فكر أو قدر أن ينعتق من العلمانية الليبرالية، ليرجع إلى أصوله وتاريخه.
ففي ظل هذه النوايا الخبيثة: إن أرجى هدف يرجوه، هو تغير شامل في بنية هذه البلاد؛ لتعود كسائر البلاد حولها، علمانية ليبرالية، لا تحكم شرعا، ولا تحفظ سنة، ولا تقيم توحيدا. إن له أملاً في إسقاط الدول الكبرى في المنطقة وتقسيمها، كما يفعل اليوم في العراق وسوريا واليمن، وهو يسعى في ذلك حثيثاً، وقد اتخذ لهذه المهمة الخطيرة، التي إن لم نتكاتف على إبطالها، لربما بلغ مقاصده خذله الله، وسائل منها: تجييش طائفة من أبناء الأمة وبني جلدتها.
***
والذين جيشهم أربعة أصناف، هم: الشيعة، وغلاة التكفير، والليبراليون، وأهل التنوير.
فأما الشيعة، فقد صدقهم الناس حيناً: أنهم وطنيون، فالوطن أولاً قبل المذهب والمراجع. لكن الأحداث الأخيرة دلت يقيناً: أنهم قوم طوع للمراجع ولو خارج البلاد، والمذهب عندهم مقدم على البلاد والوطن، ودعواهم الوطنية ما هي إلا تقية ظاهرة. فهؤلاء قد عاثوا في العراق فساداً، حتى قلبوها جحيماً مفتتاً؛ ليتم لهم حكمها، ويؤخروا السنة عن مواقع القيادة، وهكذا اليوم يفعل إخوانهم الحوثيون في اليمن، وهم على أبواب صنعاء، وأرادوها كذلك في البحرين، ويريدوها في كل مكان هم فيه، إنما يحركهم قول مرجع يقبع خارج البلاد، ومستعدون للتحالف مع الغرب؛ لإسقاط حكم السنة في أي بلد ليقوم حكمهم، فعلوها في مواطن عديدة؛ لذا فإنهم خنجر في ظهر الأمة، إن لم تتنبه وتحتاط لذلك.
وأما غلاة التكفير، فإن هؤلاء اليوم هم البلية التي ابتليت بها الأمة، الذين عطلوا وأفسدوا الجهاد الحق، واستعاضوا بدلاً منه بجهاد المسلمين، فقتلوا المسلمين ممن لم يكن على رأيهم حيث قدروا، فتراهم يتتبعون أهل السنة بالقتل دون غيرهم، بدعوى أن حكامهم وعلماءهم وأعوانهم كفار، وكل من لم يتبرأ منهم، فهو كافر، وهم لا يتعرضون لرافضي نكل بالمسلمين فقتلهم، كما هو الحال اليوم في اليمن، حيث يقتل الحوثيون السنة في عمران، وهؤلاء الغلاة موجودون هناك، لكن لا هم إلا الهجوم على الحدود وقتل الجنود، تاركين العدو الحقيقي الذي عاث في دماء السنة.
فهؤلاء يمارسون دوراً خطيراً، وهم آلة صماء في يد العدو المجوسي الصفوي والنصيري ومن ورائه الصهيوني، وكم عطلوا أهدافاً محورية للسنة؛ قد يجهضوا جهاد المحتل في العراق، واليوم يجهضون ثورة السنة في سوريا ضد النصيرية، فكفى الله المسلمين بأسهم.
أما الليبراليون، فخطرهم في كونهم يعملون على هدم الأساس الذي قامت عليه البلاد، وهو: الدين، والتوحيد، والسنة، والشريعة، والفضيلة. بنشر وتوطيد ما هو ضد ذلك، ومعلوم عند أهل الحكمة والدراية: أن بقاء الدولة مرتهن ببقائها على مبادئها التي قامت عليها.
وأخيراً الصنف الرابع الذي يتخذه الغرب ذريعة لإضرار بالدولة وهو: أهل التنوير، أو الثوار، الذين يخططون لإثارة الرأي العام، تمهيداً لثورة الأمة، كما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن، ويكفي في بيان خطر هذا التحرك الثوري، ما نراه في هذه الدول من القلاقل والفتن وانعدام الأمن، وهم في الاضطراب والاختلال إلى ما شاء الله، ولن يهدأ حالهم، حتى يكون لهم رئيس مستبد يدخلهم في الطاعة قسراً، هذه هي سنة الحكم، ثم بعده إذا حملهم على الديمقراطية استقام أمرهم، أو يحصلوها عليها من طرق سلمية، أما مغالبته فلا تعود إلا بالاضطراب.
إن من المكتسبات الكبيرة لقيام هذه الدولة المباركة: جمع أشتات الناس والقبائل والعشائر تحت لواء واحد، واتحادهم على دين وملة واحدة. وأي اختلال في الكيان بتغير أو سقوط، فذلك يعني نهاية هذا الاتحاد، ونشوء كيانات أخرى صغيرة في شكل دول لا تملك مقومات الدولة القادرة، وهذا ما يريده الغرب، وخريطة برنارد لويس شاهدة على ذلك.
وإذا تحدث الناس عن السلبيات والأخطاء، فهي موجودة، لكن ليس من العقل، أن تهدم بيتك على رؤوس أولادك؛ لأن فيه عيوباً، هذا مجافٍ للحكمة، وهو إلى الحماقة أقرب وبها أشبه، فلتمض في إصلاح العيوب بالأدوات الصالحة لذلك، واجتنب العجلة وأفعال المراهقين، واتعظ بمن حولك، ولا تطلب كمالاً من حاكم - أو غيره - أنت عاجز عنه في نفسك.